تاريخ السيارات
قبل سنوات كثيرة مرت، كان الناس لا يزالون يتحدثون عن السيارة باعتبارها الطفل المفضل لدى الأشخاص الراغبين في امتلاك مركبة يجوبون بها شوارع وأزقة مدنهم.
لقد أفرزت النقاشات والجدال المتعلق بالجو وبالمناخ تحديدا وسلوك التنقل المتجدد ومفاهيم القيادة الحديثة إلى إثارة الكثير من الحركة حول هذا الملف، ومع ذلك وعلى الأقل بسبب جائحة كورونا التي غزت العالم قبل 3 سنوات، سجلت أهمية امتلاك سيارة نسب مرتفعة أو بالأحرى متزايدة.
السيارة لا يمكن الاستغناء عنها إلى حد كبير لضمان التنقل.
من أجل ضمان التنقل في الحياة اليومية المعاصرة ، لا يمكن الاستغناء عن السيارة لكثير من الناس في العالم، يصرح أكثر من 80٪ من أصحاب السيارات أنهم لا يستطيعون في أي حال من الأحوال تلبية احتياجات التنقل اليومية والروتينية بدون استخدام سياراتهم الخاصة.
يرخي بضلاله المكان الذي تعيش فيه أيضًا على أهمية امتلاك السيارة، نسبة كبيرة من أصحاب السيارات الذين يقطنون في المناطق البدوية يتفقون معي في هذه النقطة، حيث يرى أغلبهم أيضًا أن السيارة لا يمكن الاستغناء عنها، وقد زادت هذه القيم بشكل لافت وتزداد كل عام، مما يظهر الأهمية المتزايدة
التي أصبحت تكتسيها السيارة.
إن الحرص على التنقل والاستمتاع بقيادة السيارة يتمتع بتقييمات عالية جدا، من أجل تقييم أهمية القصوى للسيارة من حيث التنقل الفردي والعام، تمت طرح مجموعة واسعة من الأسئلة على أصحاب السيارات في ألمانيا تحديدا عملاق صناعة السيارات في العالم، وقد احرزت عبارة إنه بدون سيارتي أشعر بأن حركتي مقيدة، أعلى مستوى من الموافقة بنسبة تفوق 90% بالإضافة إلى ذلك، يصرح أكثر من 87% من أصحاب السيارات أنهم يستمتعون حقا بالقيادة.
بينما 35٪ من الأشخاص يعتبرون السيارات فرصة ملائمة للتعبير عن شخصيتهم والتمتع بالخصوصية، ولكن هناك أيضًا نسبة مهمة من الأشخاص يقولون إنه يجب أن يطرأ تغيير في التنقل الفردي ويجب التقليل من عدد السيارات، وإضافة بدائل أخرى، ومنهم ممن يتركون سياراتهم وراءهم في حالات معينة كلما أمكنهم ذلك.
ومن بين مقتني السيارات الحديثة يصنفون أنفسهم في فئة اعتبار السيارة هي العاطفة، وهذا يعني أنهم يشعرون بالأنس في علاقتهم مع سيارتهم التي تعطيهم وتمنحهم إحساسا بالاستقلالية.
ترغب في شراء سيارة وربما أكثر قليلاً من الآخرين، تغيرت الغاية في امتلاك سيارة عند الكثيرين، فمنهم من لا يراها عاطفة أبدا، بل يراها فرصة لتحقيق غاياتهم والقيام بأغراضهم اليومية، ومنهم من يرى فيها الأمرين معا، فهي فرصة لتحقيق الإستقلالية والشعور لها، ووسيلة لتسهيل الحياة والقيام بأشياء كثيرة في وقت وجيز.
جاءت فكرة صناعة سيارة سنة 1672، عندما اخترعت مركبة تعمل بالبخار التي طورها جوزيف كونيو وجعلها تنقل الأشخاص سنة 1769، ثم في بداية القرن التاسع عشر برع المهندسون في جعل النفط يستخدم في محركات الإحتراق الداخلي، وظهرت وطورت الأبحاث والتجارب لتخلص إلى ما نحن عليه اليوم من صناعة متطورة للسيارات التي تعمل بالطاقات البديلة كالكهرباء والهيدروحين الأخضر.
أتت الفكرة لصناعة السيارات كتحد لإيجاد وسيلة لنقل الأشخاص والبضائع في الدول الأوروبية، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية زادت وتيرة صناعة السيارات بصورة لافتة، حيث بلغ عدد السيارات في العالم إلى نحو 250000 سيارة، ووصل العدد الكلي للسيارات في العالم بمتم 1975 إلى 300 مليون سيارة، ومع تقدم التكنولوجيا وصل عدد السيارات المنتجة سنة 2007 إلى نحو 70 مليون.
فكرة السيارة لم يكتشفها شخص واحد فقط، تكاد لم تخلو دولة في العالم من البحث والمتابرة لإيجاد وسيلة لنقل الأشخاص والمواد، ومن هنا فقد ظهرت العديد من براءات الاختراع التي تقدم بها العديد من الأشخاص من جميع أنحاء العالم.
لعبت السيارات دورا هاما في صناعة عهد جديد من التطور والسرعة، حيث أحدثت تغيرات عميقة في الحياة الإجتماعية و الإقتصادية، ويسرت العلاقات المختلفة التي نتج عنها تطوير البنى التحتية والطرقات بمختلف أنواعها، فأخذت السيارة مكانة كبيرة وأصبحت شيء مهم للغاية عند العائلات في الدول المتقدمة ولا يمكن بأي حال من الأحوال الإستغناء عنها.
انعكس تأثير السيارات على الحياة العامة، فقد كانت موضوع انتقاد واسع منذ تطور صناعتها وانتشارها بشكل كبير، أصبحت تنتقد بسبب تأثيرها على البيئة، وعلى تزايد الوفيات نتيجة لحوادث السيارات.
وعموما فإن فكرة السيارة لاقت ترحيب وتحية الجماهير الكبيرة إن لم نقل كل العالم، فقد لعبت الدور الكبير في تقريب المسافات وتطوير العلاقات بين الأشخاص وبين البلدان، ومع ظهور طاقات متجددة نظيفة، وبداية استخدامها كالكهرباء والهيدروجين الأخضر جعلت السيارة من نفسها صديقة للبيئة، ولتفادي الحوادث طورت كورسات التعليم، وتم زرع التشوير الطرقي لضمان احترام القانون وبالتالي عدم التسبب في حوادث قد تلحق الضرر بالسائق أو المارة.
في الحقيقة فكرة السيارة هي من أذكى الأفكار التي فكر بها العقل البشري، وإنه من الواجب علينا كعقلاء الإعتراف بهذا الإنجاز العقلي، الذي طوره الإنسان عبر العصور، ليتماشى مع التحديات التي واجهت البشرية، أضع القبعة وأعطي احتراما وتقديرا لكل إنسان كيفما كان جنسه وموطنه ساهم من قريب أو من بعيد في صناعة هذه الوسيلة التي سهلت على الكثير من الناس الولوج والوصول في الوقت للمستشفيات والمحلات والقيام بالرحلات والتمتع بالحياة، مع الحرص على الأمن والأمان من خلال القيادة بتعقل واحترام القانون الذي وضع لحماية الأشخاص بالممتلكات.
في ختام مقالنا هذا الذي سلط الضوء على تاريخ ظهور فكرة السيارة، يتمنى فريق الرحالي أن ينال مقالنا المتواضع إعجابكم، دمتم في حفظ الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليقات
إرسال تعليق